مراكز الاقتراع تستقبل الناخبين تمهيدا لحقبة ما بعد ميركل

انطلقت العملية الانتخابية في ألمانيا اليوم الأحد تمام الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، حيث سيدلي الناخبون الألمان بأصواتهم في انتخابات عامة متقاربة الفرص، يشكل فيها الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنتمي ليسار الوسط تحديا كبيرا للمحافظين الذين يستعدون لفترة ما بعد أنغيلا ميركل.
من جهته ناشد رئيس البلاد فرانك-فالتر شتاينماير المواطنات والمواطنين الذين يحق لهم التصويت في بلاده المشاركة في انتخابات “بوندستاغ”. وكتب شتاينماير في مقال لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد قائلا: “كل صوت مهم- صوتك مهم. لذا أرجوكم: أذهبوا للانتخاب اليوم!”.
وأكد الرئيس الاتحادي أن الديمقراطية تحيا من التداخل والمشاركة، وقال إن “من يشارك، سوف يتم سماعه. من لا يشارك، سيدع آخرين يقررون له”. وشدد شتاينماير على أن يوم الانتخابات يعد يوما مهما بالنسبة لألمانيا وعيداً بالنسبة للمواطنات والمواطنين، وقال إن ألمانيا بصدد مرحلة انتقالية وأنّ التحديات باقية.
ويحقّ لنحو 60 مليون و400 ألف مواطن الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات، من بينهم نحو 2,8 مليون مواطن ومواطنة يشاركون في الانتخابات لأول مرة لكونهم بلغوا السن القانوني للانتخاب.
وإجماليا يشارك 47 حزبا في هذه الانتخابات. ومن المتوقع أن يشارك فيها الكثير من الناخبين عبر الاقتراع البريدي. ومساء أمس السبت أعلنت ولاية هامبورغ على سبيل المثال أنها تلقت عددا قياسيا من رسائل التصويت فاق أربعين بالمائة من مجموع عدد الناخبين. وحتى الإدارة الاتحادية للانتخابات، تتوقع استخدام نحو 40 بالمئة من مجموع الناخبين حقهم في التصويت البريدي، علما أن العدد قبل أربع سنوات كان قد بلغ 28,6 بالمئة.
ويعتبر مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشارية، أولاف شولتس، 63 عامًا، والذي عمل مع ميركل عن قرب كوزير للمالية خلال السنوات الأربع الماضية، المرشح لصدارة السباق الانتخابي. في المقابل، تراجع منافسه الرئيسي أرمين لاشيت (60 عاما) مرشح حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بقوة في استطلاعات الرأي لنوايا الناخبين قبل أن ينجح في تقليص الفجوة في الأسابيع الأخيرة ببضع نقاط مئوية. فقد منحت أحدث استطلاعات الرأي الحزب الديمقراطي الاشتراكي تقدما بنسبة 25 بالمئة، بينما حصل المحافظون على 23 بالمئة. وستكون مثل هذه الفوارق الصغيرة حاسمة حيث تضع الأحزاب نفسها في صفقات التحالف بعد ظهور النتائج.
وفي تجمع انتخابي بمعقله آخن أمس السبت، حذر آرمين لاشيت وهو يقف إلى جوار ميركل، من تحالف يساري يقوده الحزب الديمقراطي الاشتراكي مع حزب الخضر وحزب لينكه (اليسار)، لكونه على حدّ قوله “سيزعزع استقرار أوروبا”.
وفي الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية ركز المحافظون على ما أسموه “الخطر الأحمر” في إشارة إلى حكومة ائتلافية بتوجه يساري صرف، تجمع وسط اليسار وحزب الخضر، خاصة بعد أن قال شولتس (63 عاما) إنه لا يستبعد التحالف مع حزب “دي لينكه”، لكنه استدرك أيضا بأن عضوية حلف الأطلسي خط أحمر لحزبه، وهو الحلف الذي ينتقده أقسى اليسار بشدة.
أما حزب الخضر، فدخل الانتخابات لأول مرة بعزم شديد على الفوز بمنصب المستشارية، لكن شعبية مرشحته أنالينا بيربوك شهدت انخفاضا ملحوظا، لتنحصر التوقعات بأن يحتل الخضر المركز الثالث بفارق كبير.
السيناريوهات الممكنة
يرى معظم المراقبين أن تشكيل تحالف من ثلاثة أحزاب هو النتيجة الأكثر ترجيحا للانتخابات. ولم يتمكن أي حزب من تأمين الحصول على أكثر من ربع حصة الأصوات خلال استطلاعات الرأي خلال الحملة.
وتشير أقرب السيناريوهات إلى أن الفائز من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وتحالف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي سيشكل ائتلافا مع الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار.
وفي حال ما استمرت ألمانيا في ظل ائتلاف الحزبين المسيحي الديمقراطي/المسيحي الاجتماعي، فإن هذا يعتبر تفويضا للاستمرارية، مع وعود بتخفيضات ضريبية تستهدف بشكل أساسي أصحاب الدخل المرتفع والمتوسط، عطفا عن مراقبة صارمة للدّين العام وأجندة تغير المناخ التي تركز على تجارة انبعاثات الكربون.
أما ما يتعلق بحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، فمن المتوقع أن يرسخ حضوره في البرلمان بحصوله على حوالى 10 بالمئة من الأصوات، لكنه يبقى مستبعدا من أي ائتلاف محتمل.
المصدر:AFP/Reuters/DW

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد