آلاف السوريين يصوتون في انتخابات ألمانيا

يشارك الآلاف من السوريين في الانتخابات التشريعية الألمانية المقررة يوم الأحد المقبل، حيث حصل أكثر من 10 آلاف سوري على الجنسية الألمانية خلال السنوات الثلاث الماضية.
وكان قد وصل إلى ألمانيا مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في ذروة موجة اللجوء إلى أوروبا بين منتصف 2015 وربيع 2016.
وسيكون هناك عدة آلاف من السوريين الذين سيشاركون للمرة الأولى في الانتخابات الألمانية وكذلك لأول مرة في حياتهم، التصويت بكل حرية وديمقراطية، والذين افتقدوها حتى أثناء إقامتهم في وطنهم الأم حيث اضطروا للخروج منها بعد ثورة شعبية ضد نظام حكم بشار الأسد بعد أن طالبوا بالحرية والديمقراطية.
من بين هؤلاء “طارق سعد” العضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي والذي يدعو في الحملة الانتخابية بولاية “شلسفيغ هولشتاين” المطلة على ساحل البلطيق إلى تأييد الحزب الذي انضم له في 2016 بعد عامين من وصوله إلى ألمانيا ، وعلى جسده جرحان من رصاصتين أصيب بهما في سوريا.
ويرى”سعد” أن الانتخابات التي تجرى على المستوى الاتحادي هي فرصة لذلك، وأضاف طالب العلوم السياسية البالغ 28 عاما :“فكرت أن الأمور التي تجعل حياتي صعبة لابد وأنها تؤلم الآخرين أيضا. وللتغلب عليها بأسرع ما يمكن، يجب أن ينضم المرء إلى حزب سياسي”.
وأكد أنه سيصوت للمرة الأولى مثل الكثير من اللاجئين بعد أن حصلوا على الجنسية الألمانية، مضيفا بالقول: “عاش آباؤنا في ظل نظام سياسي متخلف لسنوات طويلة في سوريا.. هذه فرصة لتنشئة جيل جديد” في ألمانيا.
من جانبه، يقول “ماهر عبيد” الذي يعيش في مدينة زينغن قرب الحدود السويسرية “سعيد بأن تتاح لي هذه الفرصة، لكنني حذر وربما لن أصوت”.
ويعتقد عبيد البالغ 29 عاما والذي حصل على الجنسية في 2019 أن عدم وضوح الصورة حول مواقف الأحزاب إزاء ملفات السياسة الخارجية خاصة سوريا هو السبب في تردده.
أما “محمود قطيفان” وهو طبيب سوري يعيش في مدينة فرايبورج جنوب غربي البلاد وحاصل على الجنسية الألمانية منذ فترة وسبق له أن شارك بالانتخابات السابقة في 2017، فقد أكد أنه “صوّت حينها بدافع عاطفي لحزب ميركل لأنها دعمت اللاجئين”.
وأضاف أنه “لم يشعر بالندم على قراره، لكنه مثل كثيرين من الناخبين الألمان، تتصارع في رأسه الأفكار وهو يتطلع للمستقبل وينظر لحقبة ما بعد ميركل بلا إجابة واضحة للسؤال لمن يعطي صوته هذه المرة؟”، وتابع قائلا: “موعد الانتخابات يقترب لكنني بصراحة لم أقرر بعد”.
ويظهر استطلاع رأي غير رسمي بين مهاجرين سوريين على منصة فيسبوك أن الغالبية سيصوتون، إذا كان لهم الحق في التصويت، للحزب الديمقراطي الاشتراكي ويليه الخضر. وجاء خيار “لا أهتم” في المركز الثالث.
كذلك، فإن الإحصاءات على مستوى ألمانيا تظهر أن عدد السوريين الذين حصلوا على الجنسية قفز بنسبة 74 % العام الماضي إلى 6700.
لكن العدد الإجمالي للاجئين السوريين أعلى بكثير وتضعه التقديرات عند 700 ألف تقريبا، إذ يتطلب الحصول على الجنسية الكثير من الوقت والجهد.
وكانت دراسة في 2020 أجراها مجلس الخبراء المعني بالدمج والهجرة، قد خصلت إلى أن 65 % من الألمان من أصول غير ألمانية أدلوا بأصواتهم في 2017 مقابل نسبة بلغت 86 % بين الألمان الأصليين.
وتكشف الدراسة عن أن الطلاقة في اللغة والوضع الاجتماعي الاقتصادي، عاملان فاصلان، في مشاركة اللاجئين والمهاجرين في الانتخابات، إضافةً إلى مدة إقامتهم في البلاد.
أيضا تقول الدراسة إنه “كلما طالت المدة التي قضاها الأشخاص في ألمانيا، كلما زادت احتمالات شعورهم بالتفهم وقدرتهم على المشاركة في الحياة السياسية”.
المصدر:dpa

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد